للكبار فقط

 للكبار فقط

كتب : عماد عبد الحى الأطير  




أصبح الإنسان يهرب من الواقع ويعيش بين عالم الميديا والأنترنت والقنوات من خلال منتديات الست فتكات وست الستات، والفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي، والبعض الأخر جالس بالساعات أمام برامج التوك الشو وبرامج خط أحمر وللكبار فقط، ونفسنة وغيرها من البرامج التى تخاطب الغريزة لدى الإنسان.

فخرجت علينا في الأونة الأخيرة بعض البرامج التلفزيونية التي تتحدث عن الجنس والعلاقة الزوجية وإن كان أشهر تلك البرامج هو برنامج الدكتورة هبة قطب وجعلت من العملية الجنسية قصص وروايات وللكبار فقط، فهي جعلتنا نعيش نفكر ونتخيل أشياء كثيرة وكيف ومتى نفعل تلك النصائح الذهبية.



فهي تظل تشرح العلاقــة بين الجنسين والاماكن والاساليب والخطط والمنحنيات والتضاريس، وكيف تقتحم الأخر وتؤثر فيه والأشياء التي يجب أن يفعلها الزوج وتفعلها الزوجة، فالحياة بسيطة جداً ليست محتاجة كل الضجة الإعلامية والكلام ده، فالطيور والحيوانات عايشين من غير نصائح هبة قطب والأمور ماشية والدنيا (بيس) خالص ولكنها الإعلانات وتجارة الفضائيات.  

لقد كانت حواء فى الماضي بسيطة في حياتها وكانت الحياة ماشيـــة، بينما البنات في زمننا هذا تجدهم البعض منهم يجلسون أمام المرايا عدة ساعات وباقي اليوم في محاولة إدخال البنطال الضيق حتى يبرز المفاتن وظهر علينا أيضاً البنطال المبلل ومازال التقليد والمسلسل الهابط يخترق المجتمعات الشرقية بحجة الموضة وتقليد الغرب مستمر.

 لقد اختفى دور الأب والأم في بعض العائلات من هذا اللبس المقزز والذي يقلل من قيمة وأهمية البنت الشرقية، وذلك لإن البنت كالفاكهة إذا قشرتها وتركتها بدون غطاء تجمع عليها الذباب ولم تعد صالحة للطعام

 إن مشاكل الجيل الحالي أصبحت كبيرة ومعقــــدة على عكس مشــاكل الجيل السابق الذي كان أكبر هم له إن حبيبه ساكن بعيد عنه شوية، زى ما قال المطرب المشهــــور أنا ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في حي الحسين، يعنى كانت الحياة بسيطة ولو كان ركب ساعتها الحنطور كانت المشكلة خلصت وأنتهينا أما حالياً المشكلة إن الحبيبين مش لاقيين أصلا الفلوس علشان يحبوا بعض أصلا.

 إن الحياة ليست في حاجة إلى الضجة الكبيرة التي نعيشها وإلى كمية البرامج السخيفة، فنحن في حاجة إلى الحقيقة وليس الوهم فنحن في حاجة إلى البساطة وليس التعقيد والى الرجوع إلى عقلنا فنحتاج برامج تخاطب العقل وليس البطن والغريزة، نحتاج إلى أن نشاهد التلفاز بدون عبارة للكبار فقط، نحتاج نحن الشباب أن يكون هناك نظرة أهتمام من الدولة التى تتاجر بأحلامنا وقت الانتخابات، وعندما يجلسون على الكراسي تبدأ الحرب على الشباب وأنهم يريدون تخريب البلد وإنهم لسه صغار والسياسة للكبار فقط وعجبي عليك يا بلدي.

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب الراقصون تحت المطر

مراجعة كتاب رمضان الأخير للدكتور راغب السرجاني